رسالة اعدّت لنيل شهادة الماجستر في التاريخ الحديث
إعداد وسام رعد
الفصل الأول
مفاهيم وآليات حل النزاع
مقدمة
لا تخلو أمة
من ظهور صور ومظاهر متعددة للنزاع في بعض القضايا، ويختلف الناس أيضاً في سبل
تعاطيهم مع النزاع عند وقوعه، فالرصيد الثقافي والتربوي بين الناس يختلف، وهذا
بدوره يترك آثاراً حول سبل وكيفية إدارة النزاع والبحث عن حلول له، فالنزاع إذاً
مظهر لتأزم العلاقات، وانسداد سبل الحل القائمة أو المتاحة، وهناك آثار تترتب على
النزاعات؛ منها ما هو إيجابي، ومنها ما هو سلبي، وللإنسان في إدارته للنزاع دور في
تحديد ما يناسب من هذه الآثار، وللنزاع أسبابه المفضية إليه، وله أيضاً مراحله
التي يمر فيها من بداية التأزم، إلى حدوث وخروج مظاهر النزاع، ونتائجه على السطح[1].
فلو دققنا النظر لوجدنا انه لا يوجد شخصان متطابقان شبها ً ومزاجاً ومشاعرا ً وتفكيرا ً فى كل الحالات والاحوال وفي كل الاوقات .فالناس يختلفون فى المزاج والهوى والغرائز والتطلعات والمقدرات والمزايا فلكل شخص شيء يميزه عن غيره، ولولا هذا التنوع لكان من الصعب " إعمار الدنيا وقيام الحياة "ولهذا التنوع وجه آخر فكلمة النزاع ومفاهيمها من صراع واقتتال وتناحر وخصام وفرقة والدمار ومقاومة وتناقض وتعارض واختلاف وعدم اتفاق وخلاف هى كلمات تثير الخوف لما تحملها من معاني العداوة والبغض والتناحر والقطيعة والتوتر والعنف والدمار، وكل المعاني السلبية.