الاثنين، 22 أغسطس 2022

التطور التاريخي لآليات حل النزاع، الحرب في لبنان نموذجاً (1975- 1989) الفصل الأول

 رسالة اعدّت لنيل شهادة الماجستر في التاريخ الحديث

 إعداد وسام رعد


الفصل الأول

مفاهيم وآليات حل النزاع

 

مقدمة

لا تخلو أمة من ظهور صور ومظاهر متعددة للنزاع في بعض القضايا، ويختلف الناس أيضاً في سبل تعاطيهم مع النزاع عند وقوعه، فالرصيد الثقافي والتربوي بين الناس يختلف، وهذا بدوره يترك آثاراً حول سبل وكيفية إدارة النزاع والبحث عن حلول له، فالنزاع إذاً مظهر لتأزم العلاقات، وانسداد سبل الحل القائمة أو المتاحة، وهناك آثار تترتب على النزاعات؛ منها ما هو إيجابي، ومنها ما هو سلبي، وللإنسان في إدارته للنزاع دور في تحديد ما يناسب من هذه الآثار، وللنزاع أسبابه المفضية إليه، وله أيضاً مراحله التي يمر فيها من بداية التأزم، إلى حدوث وخروج مظاهر النزاع، ونتائجه على السطح[1].

فلو دققنا النظر لوجدنا انه لا يوجد شخصان متطابقان شبها ً ومزاجاً ومشاعرا ً وتفكيرا ً فى كل الحالات والاحوال وفي كل الاوقات .فالناس يختلفون فى المزاج والهوى والغرائز والتطلعات والمقدرات والمزايا فلكل شخص شيء يميزه عن غيره،  ولولا هذا التنوع لكان من الصعب " إعمار الدنيا وقيام الحياة "ولهذا التنوع وجه آخر فكلمة النزاع ومفاهيمها من صراع واقتتال وتناحر وخصام وفرقة والدمار ومقاومة وتناقض وتعارض واختلاف وعدم اتفاق وخلاف هى كلمات تثير الخوف لما تحملها من معاني العداوة والبغض والتناحر والقطيعة والتوتر والعنف والدمار،  وكل المعاني السلبية.

التطور التاريخي لآليات حل النزاع، الحرب في لبنان نموذجاً (1975- 1989) الفصل الثاني

رسالة اعدّت لنيل شهادة الماجستر في التاريخ الحديث

 إعداد وسام رعد


الفصل الثاني

النزاعات في لبنان وتأثيراتها

مقدمة

تلازمت تركيبة لبنان الطائفية منذ تعهدت فرنسا في القرن الثامن عشر حماية الموارنة، وروسيا حماية الأرثوذكس، وبريطانيا حماية الدروز، في الوقت الذي كانت تخضع فيه بلاد الشام للسلطنة العثمانية، على رسم خريطة لبنان الطائفية منذ الإستقلال.

فالنزاع في لبنان مظهراً لتأزم العلاقات الداخلية، سياسياً، إقتصادياً، وإجتماعياً (طبقياً)، مع نظام قائم على الطائفية السياسية والتوافق الديموغرافي بين طبقة مسيطرة إقتصادياً ومن جميع الطوائف، شكلت سلطتها السياسية منذ عهد الإستقلال وميثاق 1943 حتى الآن، والتي تضع يدها على مقدرات البلاد ومواردها وثرواتها وتحرم عامة الشعب منها. وعندما وجدت السلطة أن النزاع مع غالبية الشعب لن يخدم مصالحها ويهدد وجودها، تمكنت من تجييره لصالحها بإعطائه بعداً طائفياً ومذهبياً بين طبقة لايزيد عددها عن 3%ـ 5% وأخرى من الطوائف جميعها تشكل ما يزيد على 95%ـ 97%، إتخذ النزاع شكلا عنيفا بين أبناء الشعب الواحد وأصحاب المصلحة الواحدة في حرب أهلية دامت خمسة عشر عاماً دمرت البشر والشجر والحجر. ومزقت اللحمة بين أبناء الشعب الواحد. وأحدثت فصلاً ديموغرافياً، نما وترعرع في أجواء التعبئة والتحريض والشحن الطائفي القائم على الغبن والحرمان والتقاتل ومن ثم التقسيم  الديموغرافي، وتهميش وإفقار لشرائح واسعة من أبناء الشعب الواحد. جاء ذلك بعد أن خشيت السلطة من وحدة موقف الشعب من أجل إنجازات ديموقراطية يسعى لتحقيقها. فحقوقه مهدورة ومصالحه مضيعة وقيمه وثقافته مغيبة، وحق المواطنة لديه مصادر. وأمام تراكمات القهر والظلم والإستغلال والنهب والفقر والحرمان والتفاوت الإجتماعي بين أبنائه وبين السلطة من جهة أخرى، وعدم المساواة في الحقوق ومصادرة الحريات، حرية الرأي والفكر وممارسة السياسة وحق المواطنة...الخ.[1]

التطور التاريخي لآليات حل النزاع، الحرب في لبنان نموذجاً (1975- 1989) الفصل الثالث

 رسالة اعدّت لنيل شهادة الماجستر في التاريخ الحديث

 إعداد وسام رعد


الفصل الثالث

الآليات التي اعتمدت لحل النزاع في لبنان 1975 – 1989

مقدمة

لم تبدأ الحرب اللبنانية عام 1975 بعد اغتيال معروف سعد في صيدا في 26 شباط 1975، أو بعد ضرب الباص في عين الرمانة في 13 نيسان 1975. بل كانت بداياتها في 2 أيار 1973 إن لم يكن قبلها، حين شن الجيش اللبناني هجوماً على المخيمات في بيروت، واصطفت حينها الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية مع المقاومة الفلسطينية، لتحدث عملية فرز حقيقية على الأرض اللبنانية. فقد دعمت الأحزاب والميليشيات المسيحية الجيش اللبناني ووقفت معه في الوقت الذي اتهمته القوى الوطنية بالجيش الفئوي لانحيازه إلى جانب فئة أو طائفة من اللبنانيين ضد أخرى.

فمنذ الثاني من أيار 1973 والأحداث تتفاعل، والتعبئة والتحريض قائمين على قدم وساق، والأجواء العامة تنذر بأخطار، من غير الممكن التنبؤ بمفاعيلها وتفاعلاتها ونتائجها مستقبلاً.

بدأت الحرب على غير توقع إلا من مسببيها. وقد تسارعت تطوراتها، ليسعى كلا الطرفين فيها، إلى تسجيل نقاط على الطرف الآخر أو تحقيق إنجاز ما يخدم مصالحه. وبالرغم من إنتماء معظم الزعامات الطائفية التقليدية إلى الطبقة الإجتماعية ذاتها، والتي تمثل السلطة السياسية، فلم يمنع ذلك وجود اختلافات فيما بينها، لأن مصالح الطوائف وامتيازات بعضها طغى على ما عداه في تلك الفترة، ولكن ليس إلى أمد بعيد.

كانت الحرب الأهلية بمثابة التعبير عن إنفجار أزمة إجتماعية حادة ناجمة عن تراكم طاقة كبيرة كامنة من التمرد والمطالبة والحرمان من جراء التمدد السريع للأزمة التي لم يقدم لها أي حل حقيقي. فقبل الحرب وخلالها، إرتفعت وتيرة أيدولوجيات متعددة يرون النجوح نحو حالة الإنعاش، وقوى العنف كوسيلة لتحقيق الأهداف. ويأمل رواج مقولة "التعددية الثقافية، "التعددية الحضارية" بتأثير من الدين والتجربة التاريخية والثقافة المجتمعية الطائفية والمؤسسات الثقافية التعليمية وكذلك البيت. وبفعل ضعف حضور الدولة على مستوى التربية المواطنية، كان من المستبعد أن تقوم تقوم ثقافة وطنية جامحة، وتحصل نقاة نوعية في الفكر والمؤسسات والعلاقات الإجتماعية والنظام السياسي تشكل حماية لتعايش اللبنانيين.[1]

الخميس، 2 يونيو 2022

حرب الأقطاب

 


بالرغم من تسارع حدة المعارك في اوكرانيا الا ان الحرب المخابرتية بين روسيا والغرب قاطبة تتسع رقعتها، حيث نشهد التهديد الروسي بوقف الطاقة عن اوروبا وفي المقابل إمدادات الأسلحة من الاميركيين لأوكرانيا التي لم نرى لها مثيل بالتاريخ من حيث الكميات التي أغرقت أوكرانيا بها اضف على ذلك الأسلحة الأوروبية والكندية والأسترالية وغيرها التي ما زالت تصل تباعا الى بولونيا لشحنها الى أوكرانيا. من الطبيعي في كل حرب أن تتدخل الدول الكبيرة بالحرب من أجل الحفاظ على مصالحها ولضمان عدم إمتداد الحرب الى أراضيها، كما أنها تشارك بالمعلومات المخابرتية على نحوٍ كبير.

الحرب الروسية الأوكرانية هي حرب عالمية مصغرة في بقعة ارض صغيرة نسبياً لإستهلاك الأسلحة القديمة  ولتجربة الأسلحة المصنعة حديثاً في أغلب الدول الأوروبية بالإضافة الى كندا والولايات المتحدة واستراليا وحتى تركيا، كما أنها أكبر حرب إقتصادية في التاريخ، إن بالعقوبات المفروضة على روسيا او بوقف إمدادات الغاز والطاقة الى أوروبا التي قد تؤدي كما هو واضح الى تدمير اوكرانيا والى رضوخ بعض الأوروبيين للمطالب الروسية، كل هذه المعطيات رهن بالصمود على الجبهة بحيث أن الكفة سوف تميل للذي يحقق إنتصار ميداني مهم وليس بمن يبسط قوته على الأراضي.

الخميس، 13 أغسطس 2020

النظام الفاسد

 

في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ لبنان نتطلع في هذه الظروف الى الخطة السياسية التي تحاك ضد النظام السائد في لبنان وكأنه مشروع تدميري خُطِط له منذ وقت ليس بطويل ويُنفذ اليوم لتدمير لبنان.

بدأ هذا المخطط في صيف 2019 منذ ان بدأت الحياة الإقتصادية بالتراجع من جراء تدهور العملة مرورا بالحرائق المفتعلة وصولا الى إنتفاضة 17 تشرين الأول حيث أدت الى إفلاس البلد من أموال الناس وتخبط القوة السياسية بإستقالة حكومة سعد الحريري لوضع البلد في فراغ دستوري.

كل هذا أدى الى ولادة حكومة من لون واحد للأكثرية النيابية الغير متكافئة شعبيا حيث انه لا يوجد داعما اقليميا او دوليا والتي ادت الى تشرذم الواقع اللبناني على كافة الأصعدة السياسية والإقتصادية والمالية وحتى الإقليمية والدولية.

الأربعاء، 11 أبريل 2018

الأمير الصغير


تتسارع الأحداث في المنطقة تحت وطأة ضغط الضربات الغربية لسوريا في وقت يتجه التسلح بين العالم العالم الغربي وروسيا ذروته التي لم نرَ مثيلا لها منذ انهيار الإتحاد السوفياتي السابق التي ذكرتنا بالحرب الباردة التي كانت قائمة بين القطبيين العالميين.

إن سرد الوقائع التي أدت الى السباق لعرض القوة بدأت منذ أشهر عندما قام الجيش السوري بإستعادة حوالي 90 بالمئة من الأراضي التي كانت بحوزة المعارضة والإنتصارات التي حققها على الأرض حتى أنها لم تقف عند هذا الحد بل أيضا الإنتصارات التي حققتها الديبلوماسية السورية عبر مندوبها في الأمم المتحدة بشار الجعفري أضف الى ذلك الدعم اللامحدود من قبل القوات الروسية التي أمنت التفوق الجوي للقوات السورية.

من هنا نجد ان جميع الدول الغربية وأكثرية الدول العربية بما فيها دول الخليج ممتعضة من هذا التفوق، لذلك كان لا بد من وجود آلية لإعادة التوازن العسكري في سوريا تعيد الأمور الى سابق عهدها حتى لو عبر مسرحية مفبركة يقتنع فيها المجتمع الغربي وتكون البوابة التي من خلالها يمكن إعادة الوضع الى ما كان عليه.
إن عرض العضلات في هذه الأزمة يجب أن تبرهن على الأرض، من هو الأقوى وما هي الأسلحة الأكثر فتكاً ومن هو صاحب القرار في المنطقة؟

الأحد، 9 أكتوبر 2016

بين قانا وصنعاء مجازر العدو الواحد

قامت الثقافة العربية منذ بزوغ فجر الإسلام على التسامح والمحبة والأخوة وإحترام الغير جسدها نبي الله محمد(ص) في أخلاقه ومعاملته ومسامحته للآخرين كما جسدها من قبله المسيح(ع) فأنزل الله عليهم القرآن والأنجيل لإهداء الناس على الطريق الصحيح، فأين نحن الآن من هذا الطريق.
إننا نرى في هذا العصر الملوك والأمراء لا يحملون معهم الا الشر والأذية لشعوبهم من خلال الجرائم التي يتقنون إستعمالها ليقتلوا أولادنا بحقدهم وخبثهم ومكرهم.
في زمننا الحاضر إستمعنا الى مجازر دير ياسين وجنين والضفة وغزة في فلسطين ونستذكر مجازر صبرا وشاتيلا وقانا في لبنان ونصل في هذه الأيام الى الحروب المتتالية في سوريا حتى نرى بأعيننا أبشع مجزرة قتل فيها المئات من أطفالنا في مدينة العز "صنعاء الأبية".
أليس من الشرف أن تضرب هذه الطائرات العدو الذي إغتصب أرضنا وعرضنا.
أليس من الأجدى أن تتحول هذه الصواريخ الى مدارس نعلم فيها ابناءنا الثقافة والتربية.
أليس من المفروض أن نستبدل رصاص الغدر الى معامل ومصانع ليعمل بها الأف الفقراء.
هذا ما أرتموه ايها الملوك والأمراء أن تصبح أرضنا دمارا تملأها الحرائق تستطيعون من خلالها إركاع الشعب الفقير.