تتسارع الأحداث في المنطقة تحت وطأة ضغط الضربات الغربية لسوريا في وقت يتجه التسلح بين العالم العالم الغربي وروسيا ذروته التي لم نرَ مثيلا لها منذ انهيار الإتحاد السوفياتي السابق التي ذكرتنا بالحرب الباردة التي كانت قائمة بين القطبيين العالميين.
إن سرد الوقائع التي أدت الى السباق لعرض القوة بدأت منذ أشهر عندما قام الجيش السوري بإستعادة حوالي 90 بالمئة من الأراضي التي كانت بحوزة المعارضة والإنتصارات التي حققها على الأرض حتى أنها لم تقف عند هذا الحد بل أيضا الإنتصارات التي حققتها الديبلوماسية السورية عبر مندوبها في الأمم المتحدة بشار الجعفري أضف الى ذلك الدعم اللامحدود من قبل القوات الروسية التي أمنت التفوق الجوي للقوات السورية.
من هنا نجد ان جميع الدول الغربية وأكثرية الدول العربية بما فيها دول الخليج ممتعضة من هذا التفوق، لذلك كان لا بد من وجود آلية لإعادة التوازن العسكري في سوريا تعيد الأمور الى سابق عهدها حتى لو عبر مسرحية مفبركة يقتنع فيها المجتمع الغربي وتكون البوابة التي من خلالها يمكن إعادة الوضع الى ما كان عليه.
إن عرض العضلات في هذه الأزمة يجب أن تبرهن على الأرض، من هو الأقوى وما هي الأسلحة الأكثر فتكاً ومن هو صاحب القرار في المنطقة؟
كان لا بد لهذه المستجدات ان تخاط ضمن الغرف المغلقة خططً لإعادة تأزيم الوضع السوري حتى لو عبر بروبغندا مدروسة يكون فيها الكيماوي اول خيوط هذه المسرحية مع العلم أن ما من رابح في حرب ما يمكنه ان يستعمل ورقة خاسرة كهذه الورقة عند تحقيقه إنجازات في الإنتصارات على الأرض.
كل هذا يجب أن ننظر بعين من المسؤولية عن الدول التي تهمها إعادة الوضع السوري الى ما كان عليه قبل حوالي السنتين ومنها دول الخليج التي رغم خيباتها مع قطر وفي اليمن ومن قبلها في المستنقع السوري كان لا بد لها ان تحفظ ماء الوجه عبر وضع كل امكانياتها في إزاحة النظام السوري التي ترجمت عبر الزيارة الطويلة للأمير الصغير الى انكلترا والولايات المتحدة وفرنسا ودفع مليارات الدولارات لمشاريع إقتصادية، إنما في باطنها هي أموال تدفع لتهيئة الأجواء لضرب النظام السوري.
إن الأمير الصغير المفعم بهدر دماء أبناء أمته إستطاع كونه الآمر الناهي من تجنيد العالم كله لتدمير شعب له حضارته وتاريخه من خلال اموال النفط، بدل من أن يعمل على إعمار العالم العربي وتحصينه والحفاظ على حضارته، إنما أتى لتدمير ما تبقى من إنسانية للأمة.
خطة رُسمت وتنفذ عبرمسرحية يمثلونها بحذافيرها، وعرض للقوة، وإستعراض لأجدد الأسلحة المدمرة، وتهديد من جميع الأطراف ومن تمويل أميري وملكي علَّه يساهم في حفظ ماء وجه هذا الأمير الصغير لخيباته المتتالية ولقراراته الخاطئة.
إذا القرار قد أتخذ، وأموال الأمير الصغير سوف تترجم على الأرض السورية هدايا تأتيهم من الجو عبارة عن صواريخ وطائرت حربية يدفع الشعب السوري ضريبتها من اموال النفط العربية اي بمعنى أننا كعرب ندفع الأموال للغرب حتى يقتلونها بها.
هنا يمكن القول أن الإرادة العربية لا يكسرها الا العرب أنفسهم لذلك هناك من أضاع البوصلة التي كانت وجهتها سابقا "القدس" إنما الآن وجهتها هي "دمشق" لإستعادتها من حضن الصهاينة وإهدائها للأمير الصغير المخلص والمبشر للأمة العربية والذي لا يكل لدفع الأموال بشراء الأسلحة الحربية والمدمرة لتقديم الحرية لشعب مظلوم، إستطاع أن يحافظ على حضارته وثقافته على مر العصور.
ينتابني الخجل عندما أرى أن من يعمل على تدمير حضارتنا العربية هم من أعطيناهم ثقتنا ليحكمونا والذين يتعطشون لإراقة الدماء وتدمير المجتمعات ليتفرجوا على فيلم هوليودي من إنتاج خليجي وتمثيل أجنبي وكتابة وسيناريو الأمير الصغير.
شكراً أيها الأمير الصغير