في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ لبنان نتطلع
في هذه الظروف الى الخطة السياسية التي تحاك ضد النظام السائد في لبنان وكأنه
مشروع تدميري خُطِط له منذ وقت ليس بطويل ويُنفذ اليوم لتدمير لبنان.
بدأ هذا المخطط في صيف 2019 منذ ان بدأت
الحياة الإقتصادية بالتراجع من جراء تدهور العملة مرورا بالحرائق المفتعلة وصولا
الى إنتفاضة 17 تشرين الأول حيث أدت الى إفلاس البلد من أموال الناس وتخبط القوة
السياسية بإستقالة حكومة سعد الحريري لوضع البلد في فراغ دستوري.
كل هذا أدى الى ولادة حكومة من لون واحد للأكثرية النيابية الغير متكافئة شعبيا حيث انه لا يوجد داعما اقليميا او دوليا والتي ادت الى تشرذم الواقع اللبناني على كافة الأصعدة السياسية والإقتصادية والمالية وحتى الإقليمية والدولية.
من واقع الحال الذي ادى الى تعيين حسان دياب
رئيسا للحكومة والصعوبات التي واجهت حكومته خلال حكمه كان لا بد من مهاجمتها
وافشالها وإضعافها من جميع الأفرقاء السياسيين الغير مشاركين في الحكومة لإعادة
بلورة حكومة جديدة تنتجها هذه الطبقة التي تقف سدا امام الأكثرية الحاكمة.
كل هذه المناكفات السياسية بين امراء السياسة
في لبنان كانت الأرض خصبة امام اعداء لبنان حتى تبدأ تحيك الخطط لإضعاف الدولة
لإجبارها للرضوخ للمطالبات الدولية من وضع الشروط للمساعدة الإقتصادية والإنسانية
والإجتماعية وصولا الى فرض شرط للمساعدة على ان يُنزع سلاح حزب الله.
كل هذه الشروط من المجتمع الدولي وما يتخلله
من واقع الفساد المتغلغل منذ ثلاثة عقود تقريبا اضف الى ذلك مرض الكورونا المستشري
في المجتمع كان لا بد من حدث كبير ليعمل زلزال قوي في لبنان يؤدي الى تغيير جذري
في الحياة السياسية اللبنانية كما يؤدي الى تدخل القوى العالمية الكبيرة في لبنان.
وبما أن الأرض اللبنانية خصبة في هذه الظروف فكان الحدث الذي ممكن تنفيذه بمنتهى
السهولة.
لم يدرك السياسيين اللبنانيين جميعا ان
التخبط السياسي فيما بينهم يؤدي الى كثرة التدخلات من الأطراف الإقليمية والدولية
لتقوية نفوذهم في المنطقة حيث ينتج اضعاف هيبة الدولة وتشرذمها وتفككها وتوسيع قوة
الخلاف بين جميع الأطراف.
الزلزال اتى في 4 آب نهار الثلثاء الأسود
بإنفجار مرفأ بيروت وتدمير نصف احياء العاصمة تحت صدمة لبنانية شعبية من هول
الإنفجار الذي ادى الى إسكات هؤلاء السياسيين وإختبائهم وغليان الشارع وتذمره
منهم. وهذا الإنفجار بكل محتواه التدميري ليس خطأً تقنيا او اداريا لبنانيا وحسب
انما هو نتيجة تشرذم السياسيين اللبنانيين جميعا وتفرقهم عن المصلحة الوطنية بحيث
انه حتى لو كان حادثا مدبرا خارجيا –وهذا المرجح- هو نتيجة هذه الطبقة الحاكمة
الفاسدة جميعها بدون استثناء احد منها التي ادت الى إنهيار وانفجار البلد.