تعيش البلاد اليوم أسوأ حالاتها منذ بضع سنوات، فتلقي تبعات الحالة المزرية التي تطوق المواطن والمجتمع في الوقت الحاضر على كاهل من نسميهم مسؤولين في الدولة، وكبارهم بصورة خاصة.
نحن مسؤولون على تقاعس هذه الدولة وعدم إكتراثها لشؤوننا وشجوننا، وعدم محاسبة السياسيين على التردي في المؤسسات العامة، سواء في وزارات الدولة او في مؤسساتها، لعل هذا يأتي تصديقاً لمقولة أن الفساد أضحى من صلب ثقافتنا، حيث بدأنا نسمع بثقافة الفساد تعم لبنان، وهذا منتهى التردي.
لو كنا نحاسب المسؤول على أدائه لحسِب لنا الف حساب، فالنائب مثلاً لا يقيم لنا إعتباراً حيث أنه يعتبرنا على أننا سلعة تباع وتشترى في ما يشبه سوق النخاسة، بشرائنا بالمال السياسي الذي يُدفع في التحكم في مسار الحياة العامة.
لو نعلم أن أولئك الذين يهملوننا طوال وجودهم في السلطة إنما يراهنون على كسب صوتنا مجددأً، أو مصادرته بشّن حملات إعلامية دعائية فاجرة تستخدم فيها شتى وسائل الإعلام من أجل تجميل صورتهم، وإستثارة العصبيات المذهبية والطائفية في نفوسنا لخدمة أغراضهم، وقلب الحقائق في خدمة مأربهم الوصولية. فإننا نواجه حملاتهم هذه بالإستسلام لها والإنقياد لعصفها والتجاوب معها والإنسياق وراءها.
لذلك من الواقع أن يتبدل هذا الحال بالإستفاقة الى مسؤولياتنا الوطنية ونقرر الإحتكام الى ضمائرنا متجاوزين كل أساليب التضليل والتغرير التي تمارس علينا متمردين على تحديات الفساد لتنطلق مسيرة التغيير.
يبقى أن نعوِّل على صحوتنا الوطنية ووعينا على مصالحنا بحيث نكسر طوق ثقافة الفساد المستشري في مجتمعنا.
وسام رعد
وسام رعد